المشاركات

س ٣. من أكثر شخص يلهمك؟ ولماذا؟

صورة
يا أهلًا بقراء السلسة الذين يتعلمون عني لسبب أجهله، وطئتم سهلًا في كينونتي. اليوم نصل إلى السؤال الثالث بعد عام وبضعة أشهر. أنتم صبورين جدًا. وأنا لست متحفظة، بل كسولة. لدي وقت فراغ في العمل اليوم، أكره وجودي قسرًا في المكتب دون شغلة أو مشغلة، فسأكتب لكم اعتراضًا مني على احتجازي هنا ورب ضارة نافعة! س ٣. من أكثر شخص يلهمك؟ ولماذا؟ ج. بطبعي دائمًا مُلهمة، من الله، من خلقه، من حواديت جدتي، وتساؤلات ابن أختي، من نقرة العصفور وشربة القطة. لا أدري سببًا لفلسفتي، فقط الكثير من الأفكار التي لا تنتمي، وأشد التعليقات بُعدًا عن زاوية الموضوع، ستصدر مني. ولا أقول أنها لا تنفع تمامًا، في الواقع، كثيرًا ما تكون غرابتي حلًا نهائيًا للمعضلة.  وأنا لعلمكم فقط، أربط الواقع بالخيال، مع الحفاظ على منطقية الحلم. أذكر أنني لم أحب سلسلة ملك الخواتم لعدم واقعية الخيال فيها، بينما أعشق هاري بوتر لأن كل شيء Makes sense! وأنا أنظر كثيرًا للسماء ذات البروج، حركتها ونجومها الثابتة، وقمرها ومنازله. ولدي قدرة مستفزة على ربط كل ما يحدث فوق بما يدور تحت. ستحدثني أختي عن شهيتها المفتوحة على غير العادة، وسأعزي...

س٢. ماذا حلمتِ أن تصبحي؟

صورة
لست أدري إن كانت الرغبة اللي انتابتني منذ أسابيع قليلة لأكمل ما بدأته قبل عام، شفيعة لي عن أشهر من التبلد تجاه هذه القائمة. وفي الحقيقة إن الشغف لم يمت نحو واجب التدوين هنا، بل كان شغفي بمعرفة نفسي هو الميت منذ زمن، وأردت إحيائه بمثل هذه التساؤلات. س٢. ماذا حلمتِ أن تصبحي عندما كنتِ صغيرة؟ ج. بنظرة خاطفة على محتويات درج مكتبي في الابتدائية، سأجد بقايا قصاصات ورق لتغليف دفاتر المدرسة، والأقلام اللامعة لتزيين صفحاتها رغم بلادة خطي، وعدة أوراق مقطوعة من دفتر مادة لا أحبها، مدونٌ بها خطة برنامجي التلفزيوني الذي أعده وأقدمه عندما أتخرج في كلية الإعلام بعد ١٠ سنوات على الأقل.   هذا في أقل تقدير، قبل عام واحد من دخولي إلى عالم الهاليو (موجة الثقافة الكورية)، والسباحة مع تيار جرفني إلى كلية الألسن وعبرت معه القارات لأستقر هنا في العاصمة سيؤول. أترجم رموزًا لا يفهمها غالبية البشر وأعرّب ثقافة يعشقها نفس الغالبية. هنا في مكتبي بالطابق ١٤ من ناطحة سحاب تحجب جمال السحب والأشجار عن جيرانها، أعيش حلم المراهقة لا الصغر.  والآن في أواخر العشرين، لا أكف عن التساؤل كيف كانت الحياة لتتكشف ل...

قمرٌ متناقص النور

صورة
  ما عاد يخدعني النغم اعتدت في قلبي ألم ينضح ويقطع من قِدم إذ يومًا ظننت الأمن. بل عاد فخدعني وما منعت ثغري بسمة تحيي الأمل تسكب الشفاء في صدر كتوم لا يأن إن ألم. حتى تعود الحقيقة تسدل بسوادها المألوف والمسؤوم  والغادي أشهر من علم. وبرهة قضيتها أبتسم باتت سقم يستقر في الندم على الأبيض الذي كان وشابته كحلة العدم. ليته يندثر ليته يتبخر في السماء فتمطره أو تبصقه على وجه الدهر حين سمح والتقت الحسناء بالهرِم.

س١. كيف يبدو يومك المثالي؟

صورة
انتقلت منذ شهرين إلى منزل جديد. كل انتقال يحرك في قلبي ويدي شغف الجمال. لم أختبر لحظة أكثر شغفًا، من أول تسوق لأغراض البيت الجديد. في عمري ومنطقتي من العالم، يندر أن تختبر فتاة هذا الشعور دون زوج في يدها. لكنني في ظروف غامضة ومثيرة للإعجاب، استطعت أن أبقي على يد فارغة، ويد تحمل مفتاح بيتي. اليد الفارغة لها الكثير من المنافع، يكفي أنها لا تثقلني ولا تنشغل عن اقتناص الفرص السانحة لي. لكنها أيضًا تغدق عليَّ بوقت كثير وحيد، يدفعني للتفكير والتعرف على نفسي.  من ضمن الصور التي زينت بها بيتي، قائمة أسئلة، علقتها أمام سريري، أراها كل يوم منذ شهرين ولم أجرؤ أن أقرأها بجدية حتى هذه اللحظة.  اعرف من تكون مع ٢٥ سؤالًا س١. كيف يبدو يومك المثالي؟ حسنًا يا شروق، كفاكي تهربًا ممن تكوني، ولتجاوبي على الأسئلة التي ستقحمك فيما دون الفراغ الذي فرضته على عقلك حتى لا يقع في فخ التفكير المفرط، والمبالاة، والتأثر بأفعال وكلام الآخرين. قليل من المبالاة في سبيل شحذ مخيلتك مرة أخرى. ج. استيقظت في الخامسة فجرًا. لا أشعر بسواد الليل يلتهم كل خلية في إدراكي وجسدي المنهك. أنا متشوقة لأغتسل وأصلي أمام شرفتي ...

الحقيقة

صورة
أحيانًا كل ما نحتاج هو حضن واحد حقيقي لكي نفتح أعيننا على الأحضان المزيفة التي أجبرنا أنفسنا عليها بحثًا عن قطرة من حب، ولم ننتبه لماذا لم نكن نرتوي أو لنرتوي أبدًا. لا يكشف الزيف إلا نظيره. بهائه جلي، وحقيقته محسوسة وملموسة. كما تتخبط في الأديان حتى تجد إلهك، وكما تتوه في الأرواح حتى تصطحب رفيقك، وكما تتعرى أمام القلوب فتؤذى، وتُقبل، وتُعشق.  لكنك لتعجب حين ترى النور أنه مألوف لك، تعرف مكانه من البداية. وتعصف بذاكرتك تساؤلات بديهية عما منعك من تمييزه أو البحث عنه مجددًا؛ بل عن مكوثك برغبتك في الظلام؛ بل بكائك على باب الظلام ليُدخلك. كيف تصورت أنك خارجه في خطر، وأنت كل يوم في ضيقه تخسر قطعة من نفسك الأصيلة. حين تأتيك التساؤلات عليك أن ترد بشجاعة، أنك ببساطة نسيت.  نسيت كيف يبدو النور وكيف يشعر جسدك بدفئه، بعدما ابتعدت طويلًا عن أي مصدر له. وآفة الزمن النسيان. فاعف واصفح، لأنك لا تملك خيارًا آخرًا مع ذاتك. لن تُعاد التجربة. لكن سيأتي غيرها. وما من ضامن أنك لن تنسى مجددًا. فاقترب دائمًا، لا تسيح في الأرض أمدًا. عد في السنة أو في العمر مرة. ولا ترحل بأوهامك معك.