س١. كيف يبدو يومك المثالي؟

انتقلت منذ شهرين إلى منزل جديد. كل انتقال يحرك في قلبي ويدي شغف الجمال. لم أختبر لحظة أكثر شغفًا، من أول تسوق لأغراض البيت الجديد. في عمري ومنطقتي من العالم، يندر أن تختبر فتاة هذا الشعور دون زوج في يدها. لكنني في ظروف غامضة ومثيرة للإعجاب، استطعت أن أبقي على يد فارغة، ويد تحمل مفتاح بيتي.
اليد الفارغة لها الكثير من المنافع، يكفي أنها لا تثقلني ولا تنشغل عن اقتناص الفرص السانحة لي. لكنها أيضًا تغدق عليَّ بوقت كثير وحيد، يدفعني للتفكير والتعرف على نفسي. 
من ضمن الصور التي زينت بها بيتي، قائمة أسئلة، علقتها أمام سريري، أراها كل يوم منذ شهرين ولم أجرؤ أن أقرأها بجدية حتى هذه اللحظة. 
اعرف من تكون مع ٢٥ سؤالًا

س١. كيف يبدو يومك المثالي؟

حسنًا يا شروق، كفاكي تهربًا ممن تكوني، ولتجاوبي على الأسئلة التي ستقحمك فيما دون الفراغ الذي فرضته على عقلك حتى لا يقع في فخ التفكير المفرط، والمبالاة، والتأثر بأفعال وكلام الآخرين. قليل من المبالاة في سبيل شحذ مخيلتك مرة أخرى.

ج. استيقظت في الخامسة فجرًا. لا أشعر بسواد الليل يلتهم كل خلية في إدراكي وجسدي المنهك. أنا متشوقة لأغتسل وأصلي أمام شرفتي المفتوحة إلى السماء، ترفرف ستائرها الدانتيل البيضاء بنعومة نسيم الصيف. بدلت ملابسي وحملت سجادة اليوغا إلى حديقة منزلي الصغير في توسكانة. وضعية الشجرة مريحة جدًا مع شروق الشمس وزقزقة العصافير.
أحتاج أن أذهب إلى السوق لأشتري بعض الطماطم والزهور، قبل أن أشرع بتحضير الفطور. فستاني الأحمر المنقوش سيناسب شمس السوق ودفئه، وخصلات شعري الكستنائية المجعدة. التقيت عدة أصدقاء من السوق كانوا قد ساعدوني على ممارسة إيطاليتي عندما اقتصرت على من فضلك وشكرًا، وعدت إلى البيت دون أحتسي القهوة معهم، لأنني ما زلت أحب قهوة الصباح تركية غير مغلية.
بينما أرتشف قهوتي وأقضم شطيرة الجبن مع الطماطم بزيت الزيتون والريحان، أتفقد جدول أعمالي وأعد العتاد لأذهب إلى مساحتي المفضلة المطلة على الشاطئ، لأنجز بعض الأفكار وأكمل درس الإيطالية.
في السابعة مساءًا لدي موعد إلى الأوبرا. ما أجمل التجول ليلًا، يدًا بيد، سيرًا على الأقدام، بعد موسيقى تجلي القلب من أعباء ماضيه. أفكر أن أهبط إلى روما قريبًا للتسوق وبعض المرح والسياحة. قال أنه سيأخذني بسيارته في الغد. أشعر بالحب تجاهه عندما يشقى لأجلي. هذا يعني أنني سأغدقه بكلمات الحب الدراماتيكية التي طالما عجز عن مضاهاتها، فالعربية في صدارة الحب وكل شعور آخر. 
أمي على الهاتف، سأغلق الآن لأنني ما زلت فاشلة في توزيع اهتمامي، وسأعود لأحدثها طويلًا قبل النوم. 

لحظة يا سيدتي.....
هل تخيلتي نفسك عزباء في يومك المثالي؟؟ أين أطفالك؟ والعشاء الساخن أمام فيلم ديزني المفضل في ردهة منزلك الذي يدفئه الحنان؟؟
يبدو أننا وأحلامنا، ما زلنا صغارًا.