الحقيقة

أحيانًا كل ما نحتاج هو حضن واحد حقيقي لكي نفتح أعيننا على الأحضان المزيفة التي أجبرنا أنفسنا عليها بحثًا عن قطرة من حب، ولم ننتبه لماذا لم نكن نرتوي أو لنرتوي أبدًا. لا يكشف الزيف إلا نظيره. بهائه جلي، وحقيقته محسوسة وملموسة. كما تتخبط في الأديان حتى تجد إلهك، وكما تتوه في الأرواح حتى تصطحب رفيقك، وكما تتعرى أمام القلوب فتؤذى، وتُقبل، وتُعشق. 

لكنك لتعجب حين ترى النور أنه مألوف لك، تعرف مكانه من البداية. وتعصف بذاكرتك تساؤلات بديهية عما منعك من تمييزه أو البحث عنه مجددًا؛ بل عن مكوثك برغبتك في الظلام؛ بل بكائك على باب الظلام ليُدخلك. كيف تصورت أنك خارجه في خطر، وأنت كل يوم في ضيقه تخسر قطعة من نفسك الأصيلة. حين تأتيك التساؤلات عليك أن ترد بشجاعة، أنك ببساطة نسيت.

 نسيت كيف يبدو النور وكيف يشعر جسدك بدفئه، بعدما ابتعدت طويلًا عن أي مصدر له. وآفة الزمن النسيان. فاعف واصفح، لأنك لا تملك خيارًا آخرًا مع ذاتك. لن تُعاد التجربة. لكن سيأتي غيرها. وما من ضامن أنك لن تنسى مجددًا. فاقترب دائمًا، لا تسيح في الأرض أمدًا. عد في السنة أو في العمر مرة. ولا ترحل بأوهامك معك.

تعليقات

إرسال تعليق