3 دروس تعلمتها من Soul | Disney

الشغف هو شرارة دافئة ذات متعة لذيذة, تجعلنا أقرب ما نكون إلى من نكون. حينما نجده, نمارسه, نغرق في سحره, ينشأ ذلك الاتصال العميق بيننا وبين روحنا, فكرنا, ذاتنا العليا. كان شغف جو عزف الجاز على البيانو, لم يكن غاية حياته لكنه كان الوسيلة التي استطاع أن يرتقي بها إلى عالم الروح مرة أخرى بعد أن عاد إلى جسده المادي, هناك حيث التقى بـ22. في هذا العالم رأى جو كل من يمارس مهنة يحبها, أو رياضة مولع بها, روح سعيدة ومندمجة تمامًا فيما تفعل, لا تشعر بمن حولها في العالم المادي, بل تسبح وحيدة في فلكها السامي. فكرت مرارًا ما هو ذلك الشغف, تلك الشرارة التي تجعلني أتصل تمامًا بروحي؟ فلم أجد سوى لحظة الكتابة التي أجمع فيها كل مشاعري وخاطري وأفرغها في حروف لها أو ليس بالضرورة لها معنى. ذكرني الفيلم أنني أملك شغفًا. 

على الرغم من أن الشغف بشيء ما يساعدنا على أن نعيش تجربة متفردة, تخصنا وحدنا, على هذه الأرض. إلا أنه ليس الغاية من وجودنا. ولن يكون أي شيء أبدًا هو الهدف الوحيد لحياتك. في الفيلم تكتشف 22 أنها ليست بحاجة لشغف حتى تكون مستعدة للتجربة الأرضية. كل ما كان ينقصها هي الرغبة في الحياة. الحياة نفسها وماهيتها التي نميل إلى تعقيدها, ما هي إلا تجربة. أنت تتنفس وتسير بين الزحام, في الرواق, بمفردك أو بصحبة رفيق, تستخدم حواسك, تتذوق طعام لذيذ وتلمس سطح مثير... كل الأشياء التي لا يشعر بها سوى جسدك المادي هذه هي الحياة التي أنت هنا من أجلها. وكل منا يضيف لها ما يجعلها تجربة أكثر ثراء أو أقل عنفوان. لكن الكثير منا يعيش مثل جو, يؤجل استمتاعه بنعمة الحياة حتى يحقق نجاح مؤقت أو يجد شغف خاص. في لحظة مشاهدتي لهذا الفيلم كنت منهكة من البحث عن معنى لحياتي. كنت محبطة ونادمة على كثير من الخيارات, كنت أقرب إلى تمني نهاية هذه الحياة الفارغة, لأنني لم أرى جدوى منها بدون شغف أو مسار يحقق لي السعادة. لهذا يمكنني أن أقول أن الفيلم غير حياتي. لأنه غير نظرتي لها. فالامتنان لوجودي داخل جسدي المادي المعافى, جعلني أرى في كل لحظة حياة متعة تستحق خوضها. حتى لو كانت لحظات حزن أو وهن, فهي جزء من التجربة. أنا لست بحاجة إلى أي دافع لأعيش. الحياة هي دافعي. 

القلق الزائد يحولنا إلى مسوخ. نحن خلقنا شجعان. اخترنا أن نحمل الأمانة ونحبس أرواحنا الطليقة في أجسادنا المادية, المهمة التي أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها وعُفيت منها الملائكة. القلق بشأن الحياة؟ لم يكن يومًا فطرتنا. في الفيلم تظهر الأرواح التي تعاني فرط القلق سوداء ومخيفة, في وحشة وضياع. وكم رأيت هذا التصور بليغًا وصحيحًا! ما أن تنقشع نوبة القلق حتى تعود الروح إلى بياضها وصفائها. رغم أن الفيلم علمني أن أسوأ ما يمكنه الحدوث لا يستحق أن أقلق بشأنه, وأنني لو لم أكن مستعدة تمامًا لأعيش حياتي هذه, ما كنت وُلدت, إلا أنني ما زلت أتحول إلى مسخ من حين لآخر, قبل امتحان, وقبيل لقاء, وبعد تفكير مطول في المستقبل. لكنني أذكر نفسي دائمًا بشجاعتي الأولى. وهذه حيلتي الوحيدة. لا أحتاج أن أذكرك ألا تكن سببًا في نوبة قلق أو عدم ثقة بالنفس لأحدهم, فكلمات نقد في ساعة غضب من جو إلى 22, حولتها إلى روح سوداء قلقة ترفض الحياة, بعدما كانت مستعدة لها. كن لطيفًا فكلنا نجاهد.

تعليقات

  1. القلق الزائد يحولنا إلى مسوخ
    انا اوي😂😅
    المقال حلو جداا⁦❤️⁩

    ردحذف

إرسال تعليق