تقدير الذات




لو جمعنا كل الخيبات الإنسانية معًا في مخطوط ضخم وثقيل وجعلناه كتابًا مقدسًا لا نهمل قراءته فوق ثلاثة أيام، لربما لم نتعظ أيضًا وما زادنا إلا تشبثًا بإثبات تفوقنا المتغطرس على كل تلك الخيبات.
معتادون نحن على سلك طريق الظلام إلى نهايته فإما قبس من نور وإما حائط سد دهشة ارتطام أنظارنا به تسلب عقولنا.
 لأننا وكالعادة التي نتناساها في كل مرة, خسرنا الرهان.
 عجبًا كيف نقامر بشجاعة ضارية بكل ما نملك من كينونة لنرضي شغفًا مجنونًا وعبثيًا.
وكيف نضمر اليقين الصلب تجاه الوهم الضعيف فنسقط محطمين ومذهولين.
لا يملك الإنسان على قلبه سبيلًا وهذه حقيقته المطلقة والوحيدة.
 لكن السؤال هو لمَ لا تحبنا قلوبنا بقدر ما تحب غيرنا؟
 لو أن السلامة تكمن في العقل، والعقل محكوم بالقلب، والقلب لا يحبنا، فكيف نسلم إذًا من إيذاء أنفسنا؟
الحل هو أن نحول مسار طاقة الحب تلك التي نبعثها للخارج دائمًا إلى دواخلنا.
نقدر النفس التي بين جنوبنا فلا نزج بها في المهالك أو نجرها معنا في كل مرة يحركنا الشغف نحو المجهول، فنهرول إليه ثم نكتشف أنه المصير ذاته، معلومٌ جدًا، ونقابله دائمًا.
 في الحقيقة لقد سئمنا من لقاءه.
 كأننا نجذبه وحده دون كل السيناريوهات المحتملة الأخرى!
أخشى أن نكون غير مستحقين لغيره.
نعم هو بعينه يليق بالظلمة التي تسكننا.
 العجيب أننا نجلبه لأنفسنا. نختاره. نسقط في الفخ بإرادتنا وندمن السقوط بعد كل عملية إنقاذ.
 ترى هل نختار لأنفسنا الأسوأ لأننا لا نحبنا؟
 ومتى يخرج الإنسان من تلك الحلقة المفرغة؟
 هل نجح أحد بالخروج؟

تعليقات