الحب والحرية ورسائل غير مبعوثة

 جميلة هي المثاليات والقوانين الثابتة التي وضعتها المجموعة البشرية المحيطة بي، لكني مهما أجبرت نفسي على تطبيقها في حياتي، لا تنطبق. لماذا يأتي الحب اللا مشروط في أخوة، صداقة، أبوة وغيرها من العلاقات المثالية،  ليفرض الكثير من الشروط عليّ؟ وأجلد ذاتي على ابتعادي كل يوم أكثر من كل اتصال حميمي، بينما أنا في واقع الأمر لم أجني شيئًا ولا حبًا من هذه العلاقات. هل تخونني ذاكرتي فتحجب عني أي لحظات حقيقية بيني وبين أحدهم؟ ربما. أنا آسفة. لكن أسفي لم يغير واقع ما بقلبي. فبالنظر للوراء على ما تبقى من ذاكرة أو خيال، أظن أن أحدهم لم يحبني يومًا. 

 كيف نضع نقطة النهاية لماض كريه، نرسم خطًا يفصلنا عنه، نهرب منه، وهذا الماضي يأبى أن يدرك هويته الجديدة، أنه بالفعل انتهى. مذ تعرفت على وجهي في المرآة، وأنا الغريبة، الوحيدة، والناس تحيطني وتعرفني. وكل ما أردته أن أهرب بعيدًا. لم أشعر يومًا أنني كافية. كان عليّ أن أجتهد كثيرًا، لكني لسبب ما لم أجتهد سوى في الانعزال أكثر فأكثر. أيقنت أن لدي عقل ونفَس، وأنني أريد لعقلي أن يحكم لآخر نفس. لكني كغيري من بنات عالمي، سُلبت إرادتي كثيرًا، وربما أكثر. وبعد أن استعدتها، فشلت في جبر الكسر بها. الحب والحرية، هما صدمتا حياتي. ويبقى ماضي النبذ والقيد، حائطًا بيني وبينهما. 

تعليقات

إرسال تعليق