فيلمي المفضل: If Only

 


في كل مرة يسألني أحدهم عن فيلمي المفضل وأجاوبه، يكون رده: ماذا؟ لم أسمع به من قبل. أظن أنني المعجبة الوحيدة لهذا العمل البائس. أذكر أنني أمضيت السنة الثالثة من المرحلة الثانوية أشاهد هذا الفيلم كل يوم لأبكي مع مشهد النهاية،  عندما تغني جينيفر لوف هيويت  And now I'll take my heart back, Leave your pictures on the floor, Steal back my memories, I can't take it anymore. أي اكتئاب هذا الذي جعلني لا أسأم من إعادة نفس الفيلم كل ليلة لمدة عام كامل، لا أعلم. ربما كنت أختلق عذرًا، أو أخلق فرصة لمشاعري لتتنفس الصعداء من خلال قصة حب حزينة بطليها من وحي خيال المؤلف. اعتدت أن أتكتم على مشاعري كأنها سر حربي، أخفيها حتى عن نفسي، لا أسمح لعقلي الواعي أن ينجرف ورائها لأي سبب كان، كمحاولة فهمها وعلاجها مثلًا.. تلك الشجاعة لم أمتلكها، وتلك الرفاهية لأحزن، لا أدعي أنني لم أمتلكها، لكن يمكنني أن أقول أنني لم أشعر باستحقاقي لها. أذكر في طفولتي أنني كنت أبكي بسهولة، كنت أغضب وأعبر عن ذلك الغضب، أتحمس وأرقص وأسب وأصرخ. لكنني في كل مرة أفعل ذلك بعنفوان وتلقائية الأطفال، أصطدم بمحاولات الكبار لمنطقة كل شيء. تبًا للكبار على أي حال. إن بكيت على لعبتي فأنا أمينة رزق، ملكة المبالغة في التراجيديا، وإن بالغت في حماسي على الصعيد الآخر فهذا خارج حدود التهذيب المطلوب من فتاة مثلي. وهكذا بدأت ردود أفعالي تبرد شيئًا فشيئًا، حتى أصبحت خالية من أي شعور، لكنني ما زلت أشعر. يمكنني أن أقسم على ذلك. ما أقوله هنا هو أن هناك حاجزًا ضخمًا يمنع تلك المشاعر من الانعكاس على أي شيء خارجي، ويمنعني من إدراكها، لكنها تبقى مخزنة. البكاء على مأساة إيان وسام ساعدني كثيرًا في معالجة مآسيّ الخاصة. لسبب ما كل من سألوني عن الفيلم قالوا أنهم سيشاهدونه، لكنهم في النهاية ينسون أو يتناسون. لم يفي أحد بوعده. سألني صديق عما قريب، ما إن كنت أؤمن بالحب أم لا، وما هو الحب بالنسبة لي. أنا أيضًا أتساءل ما إن كانت إجابتي على هذا السؤال متأثرة بقصة الحب الحزينة تلك: "بالطبع أنا أؤمن بالحب، الحب هو الألم يا صديقي. الحب هو الألم." ما عنيته وقتها ما زال مجهولًا بالنسبة لي. لكنني حتمًا أعرف شعور الألم الممزوج بالعذوبة. الوله والتوق لحبيب ليس هنا، بجسده أو بروحه. كانت صدمته من تعريفي للحب المعاكس تمامًا لفكرته، كبيرة. "أليس من المفترض أن يشعرنا الحب بالسعادة؟"، الأمر نسبي،  أنا لا أحب إن لم أتألم، ولا أسعد إن لم أحب. سحقًا، لقد عبثت برأسي الأفلام. لحظة، لا يجب أن ألقي باللوم كله على فيلمي المفضل، بالتأكيد أنه يستثير شعورًا ما بداخلي من الأساس. حب الأشخاص الغير متاحين؟ حب الأشخاص المتاحين لكن حبهم في المقابل غير متاح؟ أشم رائحة جروح من الطفولة. أبي، هل كان عليك السفر حقًا؟! ربما لو غيرت رأيك لكنت الآن أفضل فيلمًا من نوعية رومانسي كوميدي. الليلة مثالية لمشاهدة فيلم حزين. أشعر برغبة في البكاء. في حياة البالغين تلك التي أعيشها حاليًا، من الصعب على أمثالي من الغير متصلين عاطفيًا، ذرف دمعة واحدة. ناهيك عن جفاف العين المزمن، الأمر سيء للغاية فيما يتعلق بالمزاج السيء. منذ عدة أشهر قابلت أحدهم وتذكرت هذا البيت لنزار قباني "وأنا محتاج منذ عصور لامرأة تجعلني أحزن" وجعلني أشعر. شعرت في المطلق، لا يهم بماذا. وأنا مازلت أذكر نفسي استنادًا على تلك التجربة أنني قادرة على الشعور. أرى أن دور الفيلم الحزين آخذ في التوسع حتى شمل الأشخاص الذين يدخلون حياتي أيضًا. لكن الفارق أن الفيلم مازال متاحًا. 

تعليقات

إرسال تعليق