مغامرة عاطفية في اليونان

الحب في أساطير الإغريق ثمانية صنوف، تتجسد في ثمانية عشاق، إيروس الشبق، وفيليا الودود، وستورچ المسؤول، وأجابيه الروحاني،وبراجما العقلاني، وفيلوتيا الأناني، ومانيا المهووس وأخيرًا لودوس اللعوب.

لودوس يمثل إلى حد كبير المرحلة الأولى من العلاقات بما فيها من غزل ومداعبة والكثير الكثير من الزيف. لودوس تعني الألاعيب. وهي قريبة جدًا حرفًا ومعنى من كلمة دولوس، التي تعني الخداع. وكثيرًا ما تكون اللعبة خدعة. خاصة حين نقبل عليها ببراءة الأطفال. 

دولوس بالميثولوجيا هو إله. روح بارعة في المكر والكذب والخيانة. لو تصورناه رجلًا عاشقًا سنتمكن من فهم الحب اللودوسي بوضوح. لنتخيل معًا، في يوم من الأيام، بعدما أنهى دولوس إحدى مغامراته مع فينوس الشقية، يقابل أفروديت ربة الحب والجمال. أفروديت لم تكن إلهة الحب الجنسي فقط مثل فينوس؛ بل هي أيضًا إلهة الحنان والشعور، الخير والوفرة. أفروديت لن تقبل أن يسجنها دولوس في المرحلة الأولى من العلاقة. أفروديت ستجبر دولوس على رفع مستواه في الخداع، أو الهروب. 

سينجذب دولوس إلى أفروديت التي لا تشبهه في أي شيء. سيشتهيها. الأضداد تتجاذب ومن ثم فإن سعيه الحثيث وراء أفروديت يصبح منطقيًا. الغير منطقي هو أن نراه مكتفيًا بنزوة عابرة على سبيل المثال مع نظيرته 'أباتي' إلهة الاحتيال. أين الفرصة المثيرة التي يبحث عنها وكلاهما يعرف نوايا الآخر ولا يعول عليه؟ وقلب أفروديت الذي يقبل ولا يحكم، ملجأً دافئًا للصالح والطالح. 

عُرف دولوس بمهارته في الخداع عندما حاول نسخ تمثال أليثيا، رمز الحقيقة، وكان متطابقًا إلى حد عجيب. حتى يعبر دولوس عن حبه لأفروديت أراه يصنع تمثالًا آخرًا، يقدمه بين يديها، نسخة كاذبة مطابقة للصدق، للوله والوهن يشقان صدر عاشق فارق معشوقه، تمثالًا من الوهم. ساحرًا وفاتنًا كفاية لإغواء فينوس الجميلة والمثيرة، مقنعًا ودافئًا لاستعطاف أفروديت الحنونة والغنية. 

في غالبية الحكايات، يتقن دولوس تمثاله، وتغدق أفروديت حبًا جمًا يبعث الروح في كتلة الحديد، لكنها سرعان ما تذوب وتتبخر مثل غيمة سوداء بزغت من فوقها الشمس. يرتجف دولوس خوفًا من المواجهة، ثم لا يُرى له أثر. أما أفروديت فتسهر الليل تبكي، ليس فقدًا بل شفقة على ذلك الجبان الذي كانت تأمل أن تُصلحه.

تعليقات