المشاركات

الحقيقة

صورة
أحيانًا كل ما نحتاج هو حضن واحد حقيقي لكي نفتح أعيننا على الأحضان المزيفة التي أجبرنا أنفسنا عليها بحثًا عن قطرة من حب، ولم ننتبه لماذا لم نكن نرتوي أو لنرتوي أبدًا. لا يكشف الزيف إلا نظيره. بهائه جلي، وحقيقته محسوسة وملموسة. كما تتخبط في الأديان حتى تجد إلهك، وكما تتوه في الأرواح حتى تصطحب رفيقك، وكما تتعرى أمام القلوب فتؤذى، وتُقبل، وتُعشق.  لكنك لتعجب حين ترى النور أنه مألوف لك، تعرف مكانه من البداية. وتعصف بذاكرتك تساؤلات بديهية عما منعك من تمييزه أو البحث عنه مجددًا؛ بل عن مكوثك برغبتك في الظلام؛ بل بكائك على باب الظلام ليُدخلك. كيف تصورت أنك خارجه في خطر، وأنت كل يوم في ضيقه تخسر قطعة من نفسك الأصيلة. حين تأتيك التساؤلات عليك أن ترد بشجاعة، أنك ببساطة نسيت.  نسيت كيف يبدو النور وكيف يشعر جسدك بدفئه، بعدما ابتعدت طويلًا عن أي مصدر له. وآفة الزمن النسيان. فاعف واصفح، لأنك لا تملك خيارًا آخرًا مع ذاتك. لن تُعاد التجربة. لكن سيأتي غيرها. وما من ضامن أنك لن تنسى مجددًا. فاقترب دائمًا، لا تسيح في الأرض أمدًا. عد في السنة أو في العمر مرة. ولا ترحل بأوهامك معك.

حبه المشؤوم

صورة
كان يرعبه ألا تبغضه، ألا تخشى أن تكون شفافة تمامًا أمامه. لشخص صلب لا يعترف بمشاعره كما لم يعترف الآخرون به، كانت امرأة قوية وقادرة على الحب بمثابة كابوس حقيقي. لماذا لا تتوارى خلف الجدران كلما بناها لها وتطاول في البنيان؟ لماذا تخرج كلماتها الشجاعة كوردة حفرت في الصخر لتزهر، فتربك ما تبقى من غروره؟ ويغيظه كيف يغرق ويغرق أكثر في سواد حبه لها. فالعشق في قلبه ثقب أسود يبتلع عقله وهويته وكل ما شيده من بروج يأوي إليها ضعفه. لماذا تعبّر بلا عار، وكيف تتصالح مع ذاتها المكشوفة أمام عواصف الثلج؟ وتالله أنها تبقى متوهجة ومثيرة كشمس تموز. كمحيط سحيق، العودة من أعماقها مستحيلة. قسوة جميع الطغاة عبر التاريخ لا تكفي قلبًا تاه في عينيها وذاب مع ضحكاتها، أن يهرب من عشقه لتفاصيلها. إنها خطرة جدًا، جريئة جدًا، ومحبة جدًا. هي الحب ذاته في كون بغيض، يشفي كل من يستقبله، وينهي حياة كل من يرفضه برحمة مؤلمة. وكيف لا ينجذب كفراشة بلهاء لضوء الحب؟ ينجذب ولا يأسف على شيء. المستحيل الآن أن يُبعث من صعقه ويرفرف بعيدًا بجناحين مكسورين، وقلبًا أضاعه في حضنها. بينما لم تخسر هي شيئًا واحدًا فيه؛ بل كاملة تبقى، والعاب

لا تخسر الإيمان

صورة
  كل ذلك فوق طاقتك  يزحم رأسك يؤلمك كل ذلك يؤرقك وأنت وحدك ها هنا تبكي دمًا يسيل من جرح الوهن في جسد هناك يرقد معك. كل ذلك يحرقك من داخلك قلب يضخ أنينا أخرسه الزمن. حتى ترى الصبح لابد أن تغفو قليلًا في العتم. هكذا التدابير تأخذ أشكالًا كُثر وسيمحي اليسر ذكرى العسر وكل ذلك.

الحب والحرية ورسائل غير مبعوثة

صورة
 جميلة هي المثاليات والقوانين الثابتة التي وضعتها المجموعة البشرية المحيطة بي، لكني مهما أجبرت نفسي على تطبيقها في حياتي، لا تنطبق. لماذا يأتي الحب اللا مشروط في أخوة، صداقة، أبوة وغيرها من العلاقات المثالية،  ليفرض الكثير من الشروط عليّ؟ وأجلد ذاتي على ابتعادي كل يوم أكثر من كل اتصال حميمي، بينما أنا في واقع الأمر لم أجني شيئًا ولا حبًا من هذه العلاقات. هل تخونني ذاكرتي فتحجب عني أي لحظات حقيقية بيني وبين أحدهم؟ ربما. أنا آسفة. لكن أسفي لم يغير واقع ما بقلبي. فبالنظر للوراء على ما تبقى من ذاكرة أو خيال، أظن أن أحدهم لم يحبني يومًا.   كيف نضع نقطة النهاية لماض كريه، نرسم خطًا يفصلنا عنه، نهرب منه، وهذا الماضي يأبى أن يدرك هويته الجديدة، أنه بالفعل انتهى. مذ تعرفت على وجهي في المرآة، وأنا الغريبة، الوحيدة، والناس تحيطني وتعرفني. وكل ما أردته أن أهرب بعيدًا. لم أشعر يومًا أنني كافية. كان عليّ أن أجتهد كثيرًا، لكني لسبب ما لم أجتهد سوى في الانعزال أكثر فأكثر. أيقنت أن لدي عقل ونفَس، وأنني أريد لعقلي أن يحكم لآخر نفس. لكني كغيري من بنات عالمي، سُلبت إرادتي كثيرًا، وربما أكثر. وبعد أن استعد

أراك

صورة
في هذا المطر وفي يوم مشمس بجوار الحبيب ووحدي بصوت عال أو في صمت أعلى أعترف بأفكاري أو أنبذها لا شيء من هذا يغير الحقيقة أنت تعرفها وأنا أراك وتراني أراك كيف تراني وأتساءل ما الذي تبحث عنه في قصائدي؟ اسمك أم صفتك أم الأماني؟ كل الأماني تبخرت لن يجدي المطر.